responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ذوق الصلاة عند ابن القيم نویسنده : الزرقي، عادل    جلد : 1  صفحه : 77
تكرار السجود
ولما كانت العبودية غاية كمال الإنسان وقربه من الله بحسب نصيبه من عبوديته، وكانت الصلاة جامعة لمتفرق العبودية، متضمنة لأقسامها كانت أفضل أعمال العبد، ومنزلتها من الإسلام بمنزلة عمود الفسطاط منه وكان السجود أفضل أركانها الفعلية، وسرها التي شرعت لأجله، وكان تكرره في الصلاة أكثر من تكرر سائر الأركان، وجعله خاتمة الركعة وغايتها، وشرع فعله بعد الركوع، فإن الركوع توطئه له ومقدمة بين يديه، وشرع فيه من الثناء على الله ما يناسبه، وهو قول العبد: «سبحان ربي الأعلى» فهذا أفضل ما يقال فيه، ولم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره في السجود بغيره حيث قال: «اجعلوها في سجودكم» [1] ومن تركه عمدًا فصلاته باطلة عند كثير من العلماء، منهم الإمام أحمد وغيره؛ لأنه لم يفعل ما أمر به، وكان وصف الرب بالعلو في هذه الحال في غاية المناسبة لحال الساجد الذي قد انحط إلى السفل على وجهه، فذكر علو ربه في حال سقوطه، وهو كما ذكر عظمته في حال خضوعه في ركوعه، ونزه ربه عما لا يليق به مما يضاد عظمته وعلوه.

[1] أبو داود (869) وابن ماجه (887) والدارمي (1/ 299) وهو حديث حسن.
نام کتاب : ذوق الصلاة عند ابن القيم نویسنده : الزرقي، عادل    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست