ومن ورود الاستهام في الاقتراع ما جاء في القرآن الكريم، في قصة السيدة مريم بنت عمران عليها السلام، حين اقترع عليها أهلها فيمن يتولى كفالتها وحفظها إلى أن تكبر، ومن بين المقترعين "زكرياء" عليه السلام، وكانت خالتها تحته، فطلبها منهم ليكفلها، فأبوا أن يسلموها له إلا بالقرعة فيما بينهم، ذلك قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} [1] ذلك حين اقترعوا عليها بأقلامهم.
وفي قصة رسول الله (يونس بن متى) عليه السلام حين اقترع بالسهام مع من كانوا معه في السفينه، فخسر القرعة، وذلك في قوله تعالى {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ [2]} بمعنى قارع فكان من المغلوبين.
ومن مجىء الاستهام في الاقتراع ما جاء في كتب السنة النبوية، وذلك في قوله عليه الصلاة والسلام مبينا فضل الأذان والصف الأول في الصلاة: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا) أي لاقترعوا عليهما أيهم يؤذن للصلاة، أو أيهم يجد مكانا في الصف الأول لمزيد الثواب والأجر فيهما، رواه الإمام البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه، كما رواه الإمام مالك في الموطأ في باب [1] الآية 44 من سورة آل عمران. [2] الآيات 139 - 140 من سورة والصافات.