ذلك ما حدا بي إلى إخراجها وعرضها على النبهاء والمخلصين والمحبين للخير من أبناء أمتنا المجيدة، تلك الأمة التي لم تتخلف عن الركب الإسلامي في مسيرته الموفقة، بالرغم لمن بعد المسافة، ووعورة الطريق، وقلة الرفاق، ولم تخلف وعدها الذي التزمت به أمام الله وأمام عالمنا الإسلامي، من عقود والتزامات، ولم تخف أية قوة في هذا الكون غير قوة الخلاق العليم، القوي العدل الرحيم، وهذا ما يوجبه صدق الايمان.
ومن رحمته بنا هذه الهداية إلى دينه القويم، هذه الهداية التي لا نوفيها حقها من الحمد والشكر والثناء لمسديها إلينا، وهو الله رب العالمين، فمنه - وحده - نطلب العون والنصر على أنفسنا وعلى كل ما يعترض سبيلنا من عقبات صعاب نلقاها أمامنا، من ساحة المبدأ إلى أعتاب عرصات العرض والمأوى والمآرب، نرجوه بيقين المؤمنين، ووجل المذنبين، أن يديم لنا إيماننا، ويحفظ علينا إسلامنا، من عوادي الأيام، وأن يجيرنا من كل معتد ظالم أثيم، كما نسأله ونرجوه أن يتقبل منا عملنا هذا ومن كل عامل لنشر دينه وتثبيت أقدامه، وأن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم، نرجو منه القبول والثواب، والعافية الدائمة وحسن المآب، لنا ولإخواننا العاملين لخير العقيدة الإسلامية، ونسأله أن يقينا من فعل كل ما لا يرضيه عنا مما قد يلحق العار والخزي بنا، أو يكون سببا ومسلكا لنا إلى دخول النار. وأن يتجاوز عنا كل عمل قد يشيننا.