ونعود إلى تتميم ما بقي من الكلام على السهم الثامن من سهام الإسلام وهو (الجهاد في سبيل الله) فنشير إلى أن تطور الأزمنة بما فيها من التقدم العلمي في مجالات الحياة كلها، ومن اختراعات متنوعة متطورة سواء كانت حربية أو صناعية أو اقتصادية إلى غير ما ذكر، فنرى أن كلمة "الجهاد" كلمة عامة في مدلولها ومعناها، فقد تقدم العلم الصناعي بالإنسانية في ميادين الحياة كلها، في لباسها ومعيشتها وغير ما ذكر، والمسلم بما ناله من المستعمر - في أيام حكمه له - بواسطة تفوقه عليه في القوة والسلاح، قد تركه ذلك في آخر ركب الحياة، يدب إليها وفيها دبيبا، بينما عدوه تقدم عليه بعلومه المختلفة وصناعاته المتنوعة، فقد سبقه إلى ميادين الحياة العزيزة والمنيعة، بأشواط وأشواط، والعالم الإسلامي في وقتنا الحاضر بعد ما استرجع من المستعمر أوطانه وجد نفسه ضعيفا أمام قوة عدوه، فلا يستطيع مجاراته، سواء في العلوم أو في الاختراعات، أو في الأسلحة، فهو الآن غير قادر على القتال المنظم، وبالأسلحة العصرية المبنية على العلم والتجربة وذات الأشكال الكثيرة، من طائرات وصواريخ، وهذا لا يملكه المسلم اليوم فضلا عن صنعه، والذي في إمكان المسلم - اليوم - في دفاعه عن دينه وعقيدته وحربه لعدوه، وجهاده في سبيل الله وفى سبيل دينه الذي أمره الله بنشره وإذاعته بين الناس ودفاعه عنه عدوان المعتدين الذي هو في استطاعته والذي يمكن أن يقوم به - متى شاء - لينجو من وعيد ربه للذين لا يجاهدون في سبيل