responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة نویسنده : الهاشمي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 245
ومتى شابت هذه العبادة شائبة من رياء أو حب ظهور وطلب لسمعة، بطلت، ومحق ثوابها، ونجد هذا في تحذير الله لأولئك الذين ينفقون أموالهم على الفقراء، ويمنون عليهم أن أغنوهم، وسدوا عوزهم، وقضوا حوائجهم، فيجرحون بهذا المن كرامة الفقراء:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ [1] عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ [2] فَتَرَكَهُ صَلْدًا [3] لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [4].
لقد أودت كلمة المن على الفقراء بثواب هذه الصدقات، كما يودي الماء المنسكب على الحجر الأملس بما عليه من تراب، ويأتي التعقيب المخيف المروع فى آخر الآية مبينا أن أولئك المرائين لا يستحقون هدى الله، وأنهم معدودون في زمرة الكافرين:
{وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}.
ذلك أن شأن هؤلاء المرائين التظاهر أمام الناس بالعمل الصالح، وليس همهم مرضاة الله عز وجل، وقد حكى الله تعالى شأنهم هذا بقوله:
{يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [5].
ومن هنا كان عملهم مردودا عليهم؛ لأنهم أشركوا مع الله غيره،

[1] أي حجر أملس ناعم.
[2] أي مطر غزير.
[3] أي أملس.
[4] البقرة: 264.
[5] النساء: 142.
نام کتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة نویسنده : الهاشمي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست