اللَّه سبحانه، وتقواه إياه، وإيثار رضاه على كل شيء، وطاعته له جل شأنه ... ثم يتوسل به إلى اللَّه تعالى في دعائه ليكون أرجى لقبوله وإجابته)) [1].
والأدلة على ذلك كثيرة جداً، منها دعاء المؤمنين: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [2].
وقصة أصحاب الغار، فقد كان كل واحد منهم يقول: ((فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا)) [3].
النوع الثالث: أو بدعاء رجل صالح حي حاضر له:
((كأن يقع المسلم في ضيق شديد، أو تحل به مصيبة كبيرة، ويعلم في نفسه التفريط في جنب اللَّه تبارك وتعالى، فيحب أن يأخذ بسبب قوي إلى اللَّه تعالى، فيذهب إلى رجل يعتقد فيه الصلاح والتقوى، أو الفضل والعلم بالكتاب والسنة، فيطلب منه أن يدعو له ليُفْرَج عنه كربه، ويزول عنه همه)) [4].
يدل على ذلك حديث أنس - رضي الله عنه - عندما جاء الأعرابي والنبي - صلى الله عليه وسلم - [1] شروط الدعاء للمؤلف، ص 56. [2] سورة آل عمران، الآية: 16. [3] صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار، 4/ 173، برقم 3465، صحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب قصة أصحاب الغار الثلاثة، والتوسل بصالح الأعمال، 4/ 2100، برقم1743. [4] شروط الدعاء للمؤلف، ص 57 - 58.