وأخبر - صلى الله عليه وسلم - أن أولى الناس به يوم القيامة, وأقربهم منه أكثرهم عليه صلاة عن إيمان, وعن محبة له واتباع لشريعته)) [1]: ((إنَّ أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة)) [2].
وقوله تعالى {وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [3]: ((أي ادعوا اللَّه أن يسلمه تسليماً تاماً, أي اسألوا اللَّه له السلامة من كل آفة في حياته, ومن كل بلاء في حشره عليه الصلاة والسلام؛ ((وَكَلَامُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ)) [4]، فقول المسلم: اللَّهم صل على محمد، يعني سلّمه من الآفات الجسدية حياً وميتاً، وكذلك يتضمّن الدعاء
بالسلامة لدينه وشريعته أن يسلمها اللَّه تعالى من الأعداء، فلا يسطو عليها بتحريف أو تغيير، إلا سلَّط اللَّه عليه من يُبَيِّن ذلك, وهذا هو الواقع وللَّه الحمد والمنة)) [5].
((فصلاة العبد على الرسول هي ثناء على الرسول, وإرادة من اللَّه أن يُعليَ ذكره، ويزيده تعظيماً وتشريفاً, والجزاء من جنس العمل, فمن أثنى على رسوله جزاه اللَّه من جنس عمله بأن يثني عليه، ويزيد [1] شرح رياض الصالحين للعلامة ابن باز رحمه الله، 4/ 507. [2] الترمذي، كتاب الوتر، باب ما جاء في فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، برقم 484، وابن أبي شيبة، 11/ 505، برقم 32474، وابن حبان، 3/ 192، والبيهقي في الكبرى،
3/ 249، وحسّنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 1668. [3] سورة الأحزاب, الآية: 56. [4] البخاري، كتاب الأذان، باب فضل السجود، برقم 806، ومسلم، كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية، برقم 182. [5] شرح رياض الصالحين للعلامة ابن عثيمين: 4/ 503 - 505.