لما ينبغي أن يقتصر عليه، والتعدي: تجاوز ما ينبغي أن يقتصر عليه، والاعتداء مشتق من العدوان)) [1].
وصور الاعتداء كثيرة لا تحصى في هذه الوريقات، فمنها ما قد يبلغ إلى حد الكفر والعياذ باللَّه كدعاء غير اللَّه تعالى، فإنه أعظم أنواع الاعتداء وأشده، ومنها دون ذلك ومن صور الاعتداء في الدعاء ما يأتي: 1 - سؤال ما لا يليق بالشخص كطلب منازل الأنبياء، فعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ أنَّه سَمِعَ ابْنَهُ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلْتُهَا، فَقَالَ أَيْ بُنَىيّ، سَلِ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَتَعَوَّذْ بِهِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الطُّهُورِ وَالدُّعَاءِ)) [2].
2 - ومنها: سؤال اللَّه تعالى ما لا يجوز أن يسأله: كسؤاله المعونة على المحرمات، وارتكاب الذنوب.
3 - ومنها: أن يسأل اللَّه ما عُلم من حكمته سبحانه أنه لا يفعله كأن يسأل تخليده إلى يوم القيامة، أو أن يكون ملكاً.
4 - ومن العدوان أن يدعو اللَّه تعالى بغير تضرّع وخشوع، كالمستغني [1] معجم مقاييس اللغة، 4/ 349، الدعاء ومنزلته في العقيدة، 1/ 172. [2] سنن أبي داود، كتاب الوتر، باب في الدعاء، 1/ 551، برقم 1482، والمستدرك،
1/ 162، والسنن الكبرى للبيهقي، 1/ 196، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، برقم 78.