وأنها بعد درجة الصديقية، قال اللَّه تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [1].
وسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حافلةٌ بذكر فضل الشهداء فمنها:
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّ لَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إلاَّ الشَّهِيد، فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ)) [2].
وفي رواية: ((لما يرى من فضل الشهادة)) [3].
قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن في الجنة مائة درجة أعدها اللَّه للمجاهدين في سبيل اللَّه، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ... )) الحديث [4].
فلمّا كان عظم الشهادة، وعلوّ منازل أهلها، كان أكثر دعاء الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لها، فعن عبد اللَّه بن عمر - رضي الله عنهم - قال: ((كان جُلَّ [5] دعاء عمر - رضي الله عنه - بها: ((اللَّهم ارزقني الشهادة في سبيلك)).
وعن حفصه رضي اللَّه عنها، أن عمر قال: ((اللَّهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك)) فقالت حفصه: ((أنى يكون [1] سورة النساء، الآية: 69. [2] البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا، برقم 2817، ومسلم، واللفظ له، كتاب الإمارة، باب فضل الشهادة في سبيل الله تعالى، برقم 1877. [3] البخاري، برقم 2817، ومسلم، برقم 1877. [4] البخاري، برقم 2790، وتقدم تخريجه. [5] أي معظم دعائه.