سواك، من الرزق الحلال أستعين به على القيام بالتكاليف المطلوبة من الإنفاق على الأهل، والولد، والفقير وغير ذلك، سأل الرزق الذي تقوم به الأبدان، ثم سأل ما به قوام الأرواح، وارزقني العلم والإيمان واليقين، وهذا الأخير أفضل أنواع الرزق الذي يعود نفعه
على العبد في الدنيا والآخرة، كما كان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( ... وارزقني علماً تنفعني به)) [1].
قوله: ((واهدني)): أرشدني ووفقني للحق الذي الصلاح فيه الحال، والمآل حتى أتوصَّل به إلى أبواب السعادة في الدنيا والآخرة؛ فإن الهداية هديتان: كما سبق هداية علم وبيان، وهداية توفيق ورشد، فالعبد يسألهما ربه - عز وجل -.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك)): أي تجمع لك كل الخيرات التي تطلبها في دنياك وآخرتك، وتتضمن الوقاية من كل شر فيهما.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((اجبرني)) [سأل اللَّه] أن يجبره لما فيه سدّ حاجته، وأن يردَّ عليه ما ذهب من خير، وأن يعوّضه، ويصلح ما نقص منه، فإن من أسمائه تعالى ((الجبار))، ((ومن معانيه الجليلة: الذي يجبر الضعيف والكسير، ويغني الفقير، وييسّر كل عسير)) [2]، فعندما يدعو العبد به ينبغي أن يستحضر هذه المعاني الجليلة. [1] أخرجه النسائي في السنن الكبرى، كتاب الاستعاذة، الاستعاذة من علم لا ينفع، برقم7808، والحاكم، 1/ 510، والبيهقي في الدعوات الكبير، 157 - 158، والطبراني في الدعاء، برقم1405، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 3151. [2] الحق الواضح، ص 77.