صمّم على إرادة الخير أعانه ربه تعالى، وثبته عليه [1]، ثم أمره أن يدعو ((اللَّهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما أخطأت، وما عمدت وما علمت وما جهلت)).
فيه سؤال اللَّه تعالى المغفرة، وهي الستر، والتجاوز عن كل الذنوب بكل مراتبها وأنواعها، التي يقترفها العبد في كل أحواله وأوقاته، فما من ذنب إلا وقد دخل فيه هذا الاستغفار العظيم؛ فإن الفائدة في سؤال اللَّه تعالى غفران الذنوب بهذا التفصيل والتعميم تكثيراً لمقام العبودية والذل للَّه تعالى، وحتى يستحضر العبد ما يدعو به؛ فإن استحضار هذه الذنوب بأنواعها، وإفرادها له وقع عظيم في النفس في تقوية إرادتها في عدم الوقوع بها في العاجل والآجل.
وفي الحديث الآخر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا: ((اللَّهم إني أستهديك لأرشد أمري)) فيه سؤال اللَّه تعالى طلب الهداية كما أفاده حرف (السين).
فإن الهداية نوعان:
1 - هداية دلالة وإرشاد قال تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [2] أي دللناه طريق الحق، وطريق الباطل, وهذه الهداية هي التي دعا إليها الرسل، وأولو العلم، والصالحون في كل زمان ومكان. [1] فيض القدير، 2/ 130، مجموع رسائل ابن رجب، 1/ 362 - 396، شرح حديث (شداد ابن أوس) بتصرف. [2] سورة الإنسان، الآية: 3.