وخصَّ هذه الثلاثة بالذكر كذلك؛ لأنها منزلة من السماء، ولا يمكن حصول الطهارة الكاملة إلا بواحدة منها، فكان تبياناً لأنواع المغفرة التي لا يخلص من الذنوب إلا بها، أي: طهّرني من الخطايا بأنواع مغفرتك التي هي في تمحيص الذنوب بمنزلة هذه الأنواع الثلاثة في إزالة الأرجاس، ورفع الأحداث والأنجاس، وفي سؤال اللَّه تعالى المغفرة يتضمّن سؤال اللَّه تعالى العصمة من اقتراف الذنوب بكل أنواعها وأشكالها [1].
110 - ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَالْجُبْنِ، وَسُوءِ الْعُمُرِ، وَفِتْنَةِ الصَّدْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ)) [2].
الشرح:
تكرّرت في دعوات النبي - صلى الله عليه وسلم - الاستعاذة من هذه المطالب المهمّة؛ لأن فيها يقع الضرر في الدين والدنيا، وذلك أن البخل: يمنع من أداء الواجبات المالية المفروضة على العبد، كالزكاة، [1] انظر: تحفة الذاكرين، 153 - 160، والفتوحات الربانية، 1/ 438. [2] النسائي، كتاب الاستعاذة، الاستعاذة من سوء العمر، برقم 5469، ولفظه: ((كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ من خمس: اللهم إني أعوذ بك من البخل، والجبن، وأعوذ بك سوء العمر، وأعوذ بك من فتنة الصدر، وأعوذ بك من عذاب القبر))، والنسائي في السنن الكبرى، كتاب صفة الصلاة، الاستعاذة من سوء العمر، برقم 7881، وأخرجه أبو داود، كتاب الوتر، باب في الاستعاذة، برقم 1539، وابن حبان، 3/ 300، برقم 1024، والبزار، 1/ 455، وحسنه الأرنؤوط في تخريجه لجامع الأصول، 4/ 363، وقال في تحقيقه لصحيح ابن حبان، 3/ 300: ((إسناده صحيح على شرط مسلم))، وقال الشيخ الألباني في التعليقات الحسان، 3/ 1073: ((صحيح لغيره)).