الوجوه, وهذا النفي متضمّن لكماله تعالى من كل الوجوه في ذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله - عز وجل -.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لقد سألت اللَّه باسمه الأعظم)): فيه دلالة أن للَّه اسماً أعظم، إذا دعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى, وفيه دلالة على تفاضل بين أسماء اللَّه تعالى، فهناك اسم أعظم، وهناك اسم عظيم، فأسماء اللَّه وصفاته كلها عظيمة، لا نقص فيها البتة، لكن بيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن هناك اسماً، هو أعظم الأسماء، مذكور في هذا الحديث، والذي قبله، واللَّه تعالى أعلم. وقد اختلف العلماء في تحديد اسم اللَّه الأعظم، والذي عليه الأكثر هو اسم الجلالة ((اللَّه)) وذلك:
1 - أنه الاسم الذي ورد في كل الأحاديث التي أخبر بها المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أن فيها اسم اللَّه الأعظم.
2 - أنه أكثر اسم ورد في كتاب اللَّه تعالى، حيث ورد (724) مرة. 3 - هو الاسم جامع لجميع معاني أسماء اللَّه تعالى الحسنى، متضمن لسائر صفاته العلا؛ ولهذا يضيف تعالى سائر الأسماء إليه، قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [1]. فيقال:
((الرحمن))، ((الرحيم)) من أسماء اللَّه, ولا يقال ((اللَّه من أسماء الرحمن)) [2].
106 - ((رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ)) [3]. [1] سورة الأعراف، الآية: 180. [2] مدارج السالكين، 1/ 32، أسماء الله الحسنى للدكتور عمر الأشقر، ص33. [3] أبو داود، كتاب الوتر، باب في الاستغفار، برقم 1518، والترمذي، كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا قام من المجلس، برقم 3434، واللفظ له، والنسائي في الكبرى، 6/ 119، برقم 10220، وابن ماجه، كتاب الأدب، باب الاستغفار، برقم 3814، وأحمد،
8/ 350، برقم 4726، والبخاري في الأدب المفرد، 217، والطبراني في الكبير،
5/ 119، والأوسط، 6/ 231، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، 5/ 248، صحيح ابن ماجه، 2/ 321، وفي صحيح الترمذي، 3/ 153.