تسبيح الطعام وهو يؤكل)) أي على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - [1].
قوله: ((ومن استجار ... )) الحديث: كسابقه.
وهنا في إنطاق النار على الكلام حقيقته [2]، حيث تطلب من خالقها أن تُجِرْهُ من النار إذا أتى بالعدد المذكور، وهو الثلاثة؛ فإن التقيّد بهذا العدد مشروط في جعل اللَّه لهذه الجمادات القدرة على النطق بإنطاق اللَّه تعالى لها؛ فإن ذلك يُعطي المؤمن العزم، والجدَّ في السؤال والطلب بإلحاح، والتقيد بالعدد ثلاثة هو أقل درجات الإلحاح في الدعاء، واللَّه أعلم.
ودلّ هذا الحديث الجليل على عظم فضل اللَّه - عز وجل - لعباده الداعين، وأنه تعالى يسخّر لهم الجنة والنار على عظمهما في التوسّل إلى اللَّه، والدعاء لهم, كما سخّر لهم الملائكة الكرام
العظام حملة العرش في الدعاء لهم: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [3]. [1] البخاري، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، برقم 3579. [2] هذا هو الأصل, أن يحمل الكلام على الحقيقة, قال ابن عبد البر: ((وحمل كلام الله تعالى، وكلام نبيه - صلى الله عليه وسلم - على الحقيقة, أولى بذوي الدين والحق)) التمهيد، 5/ 16, 7/ 145، والقاعدة في ذلك: ((يجب حمل نصوص الوحي على الحقيقة)) انظر: قواعد الترجيح، 2/ 387. [3] سورة غافر، الآيتان: 7 - 8.