تعالى أن يهب له عزماً على الخير يكون سبباً لمغفرته من الأعمال, والأقوال كذلك, ولما كان الإنسان بعد مغفرة ذنوبه لا يأمن من الوقوع في معاصٍ أُخَر، وذنوبٍ مستأنفة، سأل ربه - عز وجل -، أن يرزقه السلامة والحفظ, من كل الذنوب والآثام، كائناَ ما كان، كما دلّ عليه ((كل)) التي تفيد العموم والشمول في كل فرد من أفرادها، ثم سأل ما يكمل له في كمال العبودية من الأعمال الصالحات، ومن ذلك التوفيق إلى كل نوع من أنواع البر، وهو الطاعة، بشتى أنواعها [1]، وكيفياتها، وفي التعبير ((بالغنيمة))، وهو الظفر، ومنه الغنائم في الحرب، وهي ما يصيب المسلمون من أموال أهل الحرب دلالة على شدة العناية، والرجاء في الحصول على هذه [الغنيمة] الجليلة, ثم ختم السؤال والطلب بأغلى مراد مطلوب في الآخرة، وهي الجنة, وسأل السلامة والنجاة من أشد مرهوب في دار الآخرة, وهي النار، والعياذ بالله.
88 - ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)) [2].
هذه الدعوة المباركة قد جاءت في كتاب ربنا تبارك وتعالى , في [1] تحفة الذاكرين ص 450، والفتوحات الربانية: 2/ 428 بتصرف يسير. [2] لحديث عبادة - رضي الله عنه -، قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة))، الطبراني في مسند الشاميين، 3/ 234، برقم 2155، وقال الزين العراقي في تخريج أحاديث الإحياء،3/ 72: ((ولأبي الشيخ ابن حبان في الثواب، والمستغفري في الدعوات من حديث أنس))، وجوَّد إسناده الهيثمي في مجمع الزوائد، 10/ 352، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع، برقم 6026، 3/ 345.