أَيُّهَا النَّاسُ، فَاسْأَلُوهُ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ لِعَبْدٍ دَعَاهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ غَافِلٍ)) [1].
وفي لفظ: ((ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ)) [2]. قوله: ((وأنتم موقنون بالإجابة)): أي والحال أنكم موقنون بها، أي: كونوا عند الدعاء على حالة تستحقون بها الإجابة، أو أراد: وأنتم معتقدون أن اللَّه تعالى لا يخيبكم لسعة كرمه، وكمال قدرته، وإحاطة علمه ... )) [3].
قال عبد اللَّه بن مسعود - رضي الله عنه -: ((إن اللَّه لا يقبل من مسمِّعٍ، ولا مراء، ولا لاعب، إلا داعٍ دعا يثبت من قلبه)) [4].
فغفلة القلب حال الدعاء تبطل قوته، وتضعف أثره، فيصبح بمنزلة القوس الرخو جداً، فإن السهم يخرج منه خروجاً ضعيفاً، ولا يبلغ الهدف المقصود، ((هذا إذا كان يمكن للداعي إحضار قلبه، فأما إذا كان لا يمكنه، وليس في وسعه إلا الدعاء، فالدعاء أفضل من تركه)) [5]. [1] مسند أحمد، 11/ 235، برقم 6655، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 1652. [2] سنن الترمذي، برقم 3479، تقدم تخريجه. [3] تحفة الأحوذي، 9/ 316. [4] أخرجه البخاري في الأدب المفرد، برقم 606، وشعب الإيمان، للبيهقي، 2/ 51، ومصنف بن أبي شيبة، برقم 29270، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، برقم 606. [5] الفتاوى البزازية، 4/ 42 نقلاً عن الدعاء ومنزلته، 1/ 189.