أنها قالت: ((كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك)) [1].
قوله: ((وحُبَّ المساكين)): حب المساكين يدخل من جملة فعل الخيرات، وإنما أفرده بالذكر، وهو ما يُسمّى بعطف الخاص على العام لشرفه وقوة العناية والاهتمام به، فقد سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - اللَّه أن يجعله منهم، ويرزقه الحشر والوفاة معهم ((اللَّهم أحيني مسكيناً، وأمتني مسكيناً، واحشرني في زمرة المساكين)) [2].
وحب المساكين هو أصل الحب في اللَّه تعالى؛ لأنه ليس عندهم من الدنيا ما يوجب محبتهم لأجله، فلا يحبون إلا للَّه - عز وجل -، والحب في اللَّه من أوثق عُرى الإيمان، وهو أفضل الإيمان، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من أحب للَّه، وأبغض للَّه، وأعطى للَّه، ومنع للَّه، فقد استكمل الإيمان)) [3]، وتذوق حلاوة الإيمان, قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ [1] أبو داود، كتاب الوتر، باب الدعاء، برقم 1482، والطيالسي، 2/ 444، وابن أبي شيبة، 6/ 21، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 1/ 278. [2] الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم، برقم 2352، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب مجالسة الفقراء، برقم 4126، والحاكم،
4/ 322، والسنن الكبرى للبيهقي، 7، 12، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم 308، وفي صحيح سنن ابن ماجه، برقم 3328. [3] أبو داود، كتاب السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان، برقم 4683، والترمذي، كتاب صفة القيامة والرقائق، باب حدثنا أبو حفص، برقم 2521 بنحوه، ومسند أحمد،
24/ 383، مصنف عبد الرزاق، 3/ 197، وابن أبي شيبة، 11/ 47، وأبو يعلى، 3/ 60، والطبراني في الكبير، 8/ 134، وحسّنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة،
1/ 657، برقم 380، وصحيح الجامع، برقم 5965.