على تحصيل ذلك باستحضاره ما ورد من الأدلة الدّالّة على سعة رحمة اللَّه ـ)) [1].
4 - الإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال.
وهذا هو الأدب الجميل للمؤمن الصادق الراغب فيما عند اللَّه تعالى، ويدل على سمة من سمات العبودية الدّالّة على افتقار الداعي، وَذُلِّهِ إلى ربه العزيز الكريم، ففي الإلحاح يلج الداعي إلى باب الملك العظيم، قال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: ((من يكثر قرع باب الملك يوشك أن يستجاب له)) [2].
والإلحاح في اللغة: الإقبال على الشيء، ولزومه، والمواظبة عليه، يقال: ألحَّ السحاب: دام مطره [3].
والسنة في الإلحاح أن يلحَّ ثلاثاً، فعن عبد اللَّه بن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: ((كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دعا دعا ثلاثاً، وإذا سأل سأل ثلاثاً)) [4].
وعنه أيضاً - رضي الله عنه - أنه قال: ((كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يُعْجِبُهُ أَنْ يَدْعُوَ ثَلاَثًا وَيَسْتَغْفِرَ ثَلاَثًا)) [5]. [1] تحفة الذاكرين، ص 12. [2] شرح السنة للبغوي، 5/ 191. [3] النهاية في غريب الحديث، 4/ 236. [4] صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - من أذى المشركين والمنافقين، 3/ 1418، برقم 1794. [5] سنن أبي داود، كتاب الوتر، باب في الاستغفار، 1/ 561، برقم 1526. مسند أحمد، 6/ 290، برقم 3744. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود، برقم 269.