والكسل يفوّت على العبد كثيراً من الواجبات من أعمال الصالحات التي ترجع إليه بالنفع في دينه ودنياه وآخرته، واستعاذته كذلك من (الجبن): وهو مهابة للأشياء يؤدي إلى عدم الوفاء بكثير من الواجبات وحقوق اللَّه تعالى، كالقتال في سبيله، وعدم الجرأة في الصدع بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وعدم مخالفة هوى النفس والشيطان واستعاذته من (الهرم) أي كبر السن الذي يؤدّي إلى تساقط بعض القوى، وضعفها كاختلال العقل والحواس والعجز عن كثير من الطاعات، والتساهل عن بعضها، وقوله: (وفتنة المحيا): هو ما يعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا وشهواتها من النساء والأموال والأولاد، ويدخل كذلك من فتن الدين، ومن أعظم الفتن في الدنيا أن يموت العبد والعياذ باللَّه بسوء الخاتمة عند الموت. (والممات): قيل: فتنة القبر، وقيل: عند
الاحتضار، وأضيفت الفتنة إلى الموت لقربها منه [1]، ويحتمل كل هذه المعاني.
قال ابن بطال رحمه اللَّه: ((هذه كلمة (أي: المحيا والممات) جامعة لمعانٍ كثيرةٍ، وينبغي للمرء أن يرغب إلى ربه تعالى في رفع ما نزل، ودفع ما لم ينزل، ويستشعر الافتقار إلى ربه - عز وجل - في جميع ذلك)) [2]. [1] فتح الباري، 2/ 412. [2] نقلاً عن فتح الباري، 11/ 210.