- صلى الله عليه وسلم -: ((لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٍ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ حِكْمَةً فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا)) [1]، وأعظم وأجلُّ ما يدخل في الحكمة تعلُّم القرآن، فقد صحَّ عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا في تفسير الحكمة أنه قال: ((يعني المعرفة بالقرآن: ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومقدمه ومؤخره، وحلاله وحرامه، وأمثاله)) [2].
51 - ((اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ)) [3].
هذه الدعوة المباركة الجليلة اقتبسها المؤلف حفظه اللَّه تعالى وسدَّده من قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [4].
وهذه الآية الكريمة نزلت في سؤال المسلم في القبر، فعن البراء بن عازب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((المسلم إذا سئل في القبر شهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمداً رسول اللَّه، فذلك قوله: {يُثَبِّتُ [1] البخاري، كتاب الزكاة، باب إنفاق المال في حقه، برقم 1409، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه، وفضل من تعلم حكمة من فقه أو غيره فعمل بها وعلمها، برقم 816. [2] تفسير الطبري، 5/ 576، وابن أبي حاتم في التفسير، 2/ 531، وحسّن إسناده في التفسير الصحيح، 1/ 378. [3] مقتبس من سورة إبراهيم، الآية: 27. [4] سورة إبراهيم، الآية: 27.