* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}: أي لا يقي المرء من عذاب اللَّه ولو افتدى بملء الأرض ومن عليها ذهباً وبشراً، إلاّ من أتى اللَّه بقلب سليم من كل المساوئ، والعيوب من أمراض الشبهات، كالشرك، والشك، والنفاق، والإصرار على البدع والضلالات، ومن أمراض الشهوات مثل حب الدنيا، وغرورها، وبالجملة السالم من الخصال الذميمة، المتصف بالصفات الجميلة، وخصّ القلب بالذكر لأنه الذي إذا سلم سلمت الجوارح كلها، وإذا فسد فسدت سائر الجوارح، وهذا المطلب المهمّ كان من مطالب النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَلِسَانًا صَادِقًا)) [1].
تضمنت هذه الدعوات الجليلات جملاً من الفوائد:
1 - يحسن بالداعي أن يجمع في دعائه من خيري الدنيا والآخرة، وأن تكون الدار الآخرة هي مقصده، ومطلبه الأعظم.
2 - ينبغي للداعي أن يسأل اللَّه تعالى أن يزيده من العلم والحكمة لما ينفعه في دينه ودنياه وآخرته. [1] سنن النسائي، كتاب السهو، نوع آخر من الدعاء، برقم 1304، والسنن الكبرى له أيضاً، 1/ 387، كتاب صفة الصلاة، نوع آخر، برقم 1228، ومسند أحمد، 28/ 338، برقم 17114، ومصنف ابن أبي شيبة، 10/ 241، والمعجم الكبير للطبراني، 6/ 450، وحسنه لغيره الأرناؤوط في تعليقه على المسند، 28/ 338، وسيأتي في الدعاء رقم 132 آخر الكتاب.