الدنيا والآخرة، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الاحتضار: ((اللَّهُمّ في الرفيق الأعلى))، قالها ثلاثاً [1]، وهذا المطلب كان من سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ، غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِين)) [2].
فالعبد يجتهد أن يرافق الصالحين في الدنيا، فإن الرحمة والسلامة، والهدى تحوطهم حتى ينال صحبتهم، ومنازلهم ومقامهم في الآخرة، وإن لم يعمل بعملهم كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ)) [3].
وقوله: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}: يعني الثناء الحسن بين الناس، أُذكر بالخير، والثناء الطيّب في باقي الأمم الآتية من بعدي، ((وهذا يتضمّن سؤال الدوام والختام على الكمال، وطلب نشر الثناء عليه، وهذا ما تتغذى به الروح من بعد موته؛ لأن الثناء عليه يستدعي دعاء الناس له، والصلاة والتسليم جزاء على ما [1] البخاري، كتاب الرقاق، باب من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه، برقم 6509، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة - رضي الله عنهم -، باب في فضل عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، برقم 2444. [2] أحمد بلفظه، 24/ 247 برقم 15492، والنسائي في الكبرى، كتاب الجمعة، كم صلاة الجمعة، برقم 10372، والحاكم، 1/ 507، 3/ 23 - 24، والأدب المفرد للبخاري، برقم 699، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد للبخاري، برقم 538، ص 259، وسيأتي تخريجه في الدعاء رقم 127. [3] البخاري، كتاب الأدب، باب علامة الحب في الله - عز وجل -، برقم 6168_ 6169، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب المرء مع من أحب، برقم 2640.