ويُوفقه في الأقوال والأفعال)) [1]: أي يا رب استر عليَّ ذنوبي، وتجاوز عنها بعفوك، وارحمني بأن تُسدِّدني، وتُوفِّقني في الأقوال، والأفعال، وفي تقديم المغفرة قبل الرحمة من باب التخلية قبل التحلية، فبالمغفرة يزول المكروه، وبالرحمة يحصل المطلوب من النعم الدينية والدنيوية.
ثم ختم السؤال بخير الختام، بوصف كمال رحمته - عز وجل - التي وسعت الخلق كلهم أجمعين: {وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} أنت: ضمير الفصل الذي يفيد ثلاث فوائد:
1 - التوكيد
2 - الحصر
3 - الفصل بين الصفة والخبر [2].
وخَتْم الدعاء بهذا التوسل الجليل مناسب لما طلب في أول الدعاء مما لا يخفى، و {خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} من أسماء اللَّه الحسنى المضافة التي جاءت على وزن (خير) أفعل للتفضيل التي تدلّ على عظم هذه الرحمة، وسعتها لكل شيء.
فهو جلّ وعلا أرحم الراحمين، وخير الراحمين، فمن كمال رحمته تعالى أنها وسعت كل شيء في هذا الكون العجيب، قال [1] تفسير ابن كثير، 3/ 358. [2] تفسير سورة البقرة، لابن عثيمين، 1/ 102.