تضمّن هذا الدعاء من الآداب الجمة، حيث ((إنهم جمعوا بين الإيمان المقتضي لأعماله الصالحة، والدعاء لربهم بالمغفرة والرحمة، والتوسّل إليه بربوبيته، ومنّته عليهم بالإيمان، والإخبار بسعة رحمته، وعموم إحسانه، وفي ضمنه ما يدل على خضوعهم، وخشوعهم وانكسارهم لربهم، وخوفهم، ورجائهم)) [1].
فلمّا قدّموا الصبر مع جميل أفعالهم ودعائهم، كان الجزاء وفقاً لهذا الصبر: {إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ} [2].
الفوائد:
1 - إنّ التوسّل إلى اللَّه تعالى بالأعمال الصالحة من التوسّلات الجليلة التي يُرجى معها الإجابة والعطاء.
2 - إن التوسّل بالإيمان هو أعظم التوسلات بالأعمال الصالحة، حيث خصّوا توسّلهم به دون غيره
3 - إن سؤال المغفرة من أهم المسائل التي ينبغي للداعي أن يحرص عليها، كما في أكثر الدعوات في الكتاب والسنة؛ لأن في حصول المغفرة السلامة من العذاب، وكلِّ المكروهات.
4 - إن سؤال المغفرة مقدّم على سؤال الرحمة؛ لأن التخلية مقدمة على التحلية. [1] تفسير ابن سعدي، 5/ 383. [2] سورة المؤمنون، الآية: 111.