كأن يقول: ((اللَّهم أعني أو وفقني))، وإنما عدَّد مطالبه وسؤاله.
7 - إنّ مطالب الدِّين هي أعظم المطالب، وأسمى المراتب التي ينبغي لكل داعٍ العناية بها.
8 - ينبغي للداعي أن يجمع مع دعائه لوازمه ومتمماته لكي يبذل الأسباب، والجد بها في نيل مطلوبه؛ فإنه سأل ربه أن يعينه، ثم ذهب إلى دعوته، فجمع بين الدعاء، وأسباب حصول مقصوده.
26 - {رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [1].
أمر ربنا - عز وجل - نبيّه محمداً - صلى الله عليه وسلم - أن يسأله الزيادة في العلم، والأمر لنبيّنا هو أمر لنا كذلك؛ فإن الخطاب وُجّه إليه - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه هو القدوة والأسوة للأمة بأكملها، ومعلوم أن الخطاب للقدوة خطاب لأتباعه من حيث الأصل [2]، إلا ما خصّه الدليل به دون غيره.
فقوله: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}، وقل يا محمد: ربِّ زدني علماً إلى ما علمتني، أمره بمسألته من فوائد العلم ما لا يعلم [3].
فأمره تعالى بزيادة في العلم، وأهمّها علم كتابه الكريم؛ فإنه الموصل إلى الترقّي في العلوم والمعارف والمنافع في الدنيا والآخرة، ولم يأمره - سبحانه وتعالى - بطلب الزيادة في الشيء إلا في العلم دلالة واضحة على فضيلة العلم، وأنه أفضل الأعمال، ((فلم يزل - صلى الله عليه وسلم - في [1] سورة طه، الآية: 114. [2] قواعد التفسير، 2/ 579. [3] تفسير الطبري، 5/ 325.