لهلك)) [1].
{وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}: أي اجعل النصر لنا عليهم، فنكون الغالبين، وهم المخذولين، فإنّ النصر لا يستجلب إلاّ منك عزَّ شأنك.
وفي طلبهم النصر مع كثرتهم المفرطة كما دلّ عليها لفظة (كأيّن) [2] في الآيات السابقة إيذاناً بأنّهم لا ينظرون إلى كثرتهم، ولا يُعوِّلون عليها، بل يسندون ثباتهم إلى اللَّه تعالى، مع كمال يقينهم بأنّ النّصر من اللَّه جلّ في علاه [3]، فلمّا جمعوا من عظيم الخصال في عصيب الحال، من الصبر، وترك الوهن، والضعف، والاستكانة، وطلب المغفرة والتوبة، وحسن الأدب في الخضوع بالدعاء، والاستنصار باللَّه تعالى وحده، أجابهم بحسن الثواب جزاءً وفاقاً، فقال عزّ من قائل: {فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [4]، ثواب الدنيا: النّصر، والغنيمة، والتمكين في الأرض، وحسن ثواب الآخرة: هو النعيم الأبدي في روضات الجنّات، وتخصيص ثواب الآخرة بالحسن لتفضيله ومزيّته على كل ثواب {واللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}: الذين أحسنوا العمل، [1] تفسير سورة آل عمران، لابن عثيمين، 2/ 266. [2] (كأيّن): التي تفيد الكثرة. [3] روح المعاني، 3/ 131 - 132. [4] سورة آل عمران، الآية 148.