وقوله: {إياك}: ((مفعول به مقدَّم، وعامله: {نعبد}؛ وقُدِّم على عامله لإفادة الحصر؛ فمعناه: لا نعبد إلا إياك)) [1].
والعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه اللَّه تعالى ويرضاه من الأعمال، والأقوال الظاهرة، والباطنة، والاستعانة: طلب العون، وهي الاعتماد على اللَّه تعالى في جلب المنافع، ودفع المضار مع اليقين في تحصيل ذلك [2].
فينبغي للعبد حينما يقرأ هذه الآية أن يستحضر أنه يخص ربَّه - عز وجل - بالعبادة والاستعانة في كل أموره وأحواله فلا غنى للعبد عن ربه تعالى طرفة عين.
ثم شرع في سؤال أجلِّ المطالب، وأشرف المواهب، وهو سؤال اللَّه تعالى الهداية؛ فإن هذا الطلب أنفع الدعاء، وأعظمه، وأحكمه، وحاجة الناس إليه أعظم من حاجتهم إلى سائر الأدعية، ولهذا أُمر به كل مسلم أن يدعو به في كل ركعة من الصلاة، سبع عشرة مرة فرضاً، ولم يكن لأي دعاء آخر مثله.
وقوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}: الهداية هي الدلالة [1] تفسير سورة الفاتحة لابن عثيمين، 1/ 13. [2] انظر: العبودية، ص 80، والقواعد الحسان، ص 155.