نام کتاب : عدة المريد الصادق نویسنده : زروق، شهاب الدين جلد : 1 صفحه : 193
وقد عرف أن الفلاح العارف إذا وجد الأرض مشغولة بما لا منفعة فيه أزاله عنها [1] ثم حرث فيها ما فيه منفعة على حسب ما تقتضيه، فكذلك العارف من هذه الطائفة، يجرد النفوس عن شوك المحرمات، ثم يشق أرضها بوجود الصدق وأسباب الاعتقاد، حتى إذا تأهلت لبذر الذكر، ألقي فيها منه ما يصلح لها وتحمله قواها، وجعلوا الأمر عند الله فيما ينمي ذلك من مطر التوفيق والتنزلات الموهبية، غير أنهم يهيئون السواقي التي هي الأسباب الشرعية من العمل ونحوه، وينقون الحجر، واللفيف من الربيع والشوك ونحوه، مثل الرياء والعجب وما في معناه، خوفا من آفته، ثم لا تزال هممهم متعلقة بفضل الله وكرمه في توصيل المقصد والمراد على أتم الوجوه وأكملها، فلذلك كان طريقهم مصحوبا بالتنعم بالحق من أول قدم، لأنه لا تعريج لهم على غيره من أول الأمر إلى آخره، وذلك مقتضى الإيمان والحكمة، فلذلك قال (ص): ((الإيمان يمان والحكمة يمانية))، وهو أيضا طريق الرحمة والسهولة التي أشار لها عليه الصلاة والسلام بقوله: ((إني لأجد نفس الرحمن من ناحية اليمن)) [2]، يعنى تنفس الرحمة، وهو بساط النصر في قوله: ((نصرت بالصبا)) [3] الحديث، فاعرف ما أنت فيه، ثم اسلك على منهاجه تبلغ مرادك في أقرب مدة إن صدقت وأهلت، وذلك بأن تنظر [1] في ت 1: (إذا وجد الأرض مشغولة بما فيه منفعة نماه بالخدمة والسقي ونحوه، حتى ينتج، وإن وجدها مشغولة بما لا منفعة فيه ... إلخ). [2] عزاه الهيثمي في المجمع 10/ 59 إلى أحمد من حديث أبي هريرة (ض) وقال: رجاله رجال الصحيح غير شبيب، وهو ثقة، ولفظه، قال (ص): ((لا إن الإيمان يمان والحكمة يمانية، وأجد نفس ربكم من قبل اليمن))، والجزء الأول من الحديث في الصحيح، وفي سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم 1097 أن زيادة: ((أجد نفس ربكم ... إلخ))، ضعيفة لضعف شبيب، حيث لم يصرح بتوثيقه سوى ابن حبان، لكن الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 56 قال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير شبيب، وهو ثقة، وعزاه الزيلعي إلى البزار من حديث سلمة بن نفيل، وقال البزار: رجاله رجال معروفون من أهل الشام مشهورون إلا إبراهيم بن سليمان الأفطس، مسند البزار رقم 3702 وتخريج الأحاديث والآثار 4/ 316. [3] البخاري مع فتح الباري 3/ 174.
نام کتاب : عدة المريد الصادق نویسنده : زروق، شهاب الدين جلد : 1 صفحه : 193