نام کتاب : فصول في الدعوة والإصلاح نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 69
وما يقوله صحيح، لأن الصلاح والتقوى صعود، والفساد والفسوق هبوط، والصعود صعب أما الهبوط فهيّن. إنك تستطيع أن تحرك الصخرة وهي في رأس الجبل حركة واحدة فتدحرجها حتى تصل إلى قرارة الوادي، ولكنك لا تستطيع أن ترفعها إلا بالجهد والتعب. وتقدر أن تخرق خزّان الماء في جبل قاسيون فينحدر ماؤه حتى يصل إلى بردى، ولكنك لا تقدر أن تعيده إلا بالمضخّات والآلات وبالغ النفقات.
* * *
إن الدين قَيْد، والعقل قيد، والقانون قيد، والخُلُق قيد ... وكلما تقدم الإنسان في طريق الحضارة كثرت قيوده.
الحيوان لا يقيّده شيء إلا غريزته، فهو يمشي عارياً، وإذا مال الذكر فيه إلى الأنثى دنا منها علناً، وإذا رأى الطعام بين يدي حيوان آخر أضعف منه قتله وأخذه منه. والإنسان الابتدائي أرقى من الحيوان بقليل، قانونه قانون «الحق للأقوى»، فكل ما يفعل القوي عنده مشروع، إن أعجبه مال الضعيف غصب منه المال، وإن أعجبته امرأة الضعيف استلب منه المرأة.
وارتقى الإنسان درجة فجاء بالحكومة، فكفَّتْ من قوّة
= يستحق أن يُقرَأ، فمن أغراه هذا التعليق فقرر أن يقرأه فقد أصاب في القرار وأحسن الاختيار. وللكتاب في السوق طبعات كثيرة، لكني أتحيّز إلى الطبعة التي حققها ناجي الطنطاوي وعلق عليها وقدم لها علي الطنطاوي، فهي أفضل الطبعات المحقَّقة وأقدمها، وأحسب أن سائر الطبعات عالة عليها في الضبط والتحقيق (مجاهد).
نام کتاب : فصول في الدعوة والإصلاح نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 69