نام کتاب : فصول في الدعوة والإصلاح نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 302
الحضارة والعلم وجعل لها هذه الروائع التي لا تُحصى في النثر وفي الشعر وفي العاطفة وفي الفكر، وجعل لها هذه المئات من ألوف الكتب، إلا الإسلام.
والرابعة: أن العربية كانت محصورة في هذه الجزيرة، لا يكاد ينطق بها وراء حدودها إلا هذه البقاع المجاورة لها من الشام وأطراف العراق، وما مكّن لها حتى جعلها يوماً لسان هذه البلاد الشاسعة الواسعة التي تمتد من جنوبي فرنسا إلى غربي الصين، وجعلها -بعدُ- لغة الثقافة ولغة السياسة في الهند وماليزيا وجاوة وتلك البلاد، ونشرها في روسيا حين كانت تقوم حكومة البلغار المسلمة حتى نهر الفولغا عند مدينة ستالينغراد ... ما فعل ذلك كله إلا الإسلام.
* * *
الإسلام هو الذي أسدى إلى اللغة العربية هذه الأيادي كلها، وهو الذي أفضل عليها، وهو الذي سخّر الأعاجم حتى درسوها وأتقنوها وصاروا هم علماءها الذين يعلّمونها أبناءها، من أمثال سيبويه والزَّمَخْشري والعشرات من أئمة النحو والصرف، وصاروا هم شعراءها وأدباءها، من أمثال بشّار وأبي نُواس وابن الرومي وابن المقفَّع والجاحظ، والعشرات من عباقرة الشعر وأئمة البيان.
انظروا نظرة في مصوَّر فارس والأفغان وتركستان ([1])، [1] أي خريطة هذه البلاد (مجاهد).
نام کتاب : فصول في الدعوة والإصلاح نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 302