نام کتاب : في سبيل الإصلاح نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 191
المدارس، ولم تدخلوها في الامتحانات العامة، واستعنتم بالطبّ على تجنب المرض، فأدخلتم الذئب على غنمكم ...
إن الشهوة ذئب كاسر فلا تطلقوه عليكم، فلا تدرون ماذا يفعل ببناتكم وأولادكم. إنه يفسدهم ويفسدهن، وما للعرض الذاهب من رجعة، إن الشهوة إن أطيعت في الحرام بطل الزواج، وهذا ما حلّ بنا أوكاد، وإن بطل النكاح حلَّ السفاح، وإن حلَّ السفاح صار البشر كالخنازير والعياذ بالله!
فما لكم كيف تحكمون؟
...
إنكم تشكون تقصير الطلاب، وخَوَر العزائم، وضياع الأمانة، وسبب ذلك كله السفور [1] والاختلاط والحسور والتكشف، وكيف ينصرف تلميذ إلى درس، ويقبل معلم على علم، وتاجر على تجارة، وموظف على عمل إن شغلته شهوته، وسيّرته أعصابه، وركبه إبليس وألجمه بلجام.
خبروني هل في الدنيا دين من الأديان أو خلق من الأخلاق يبيح هذا الذي في ستانلي باي وسيدي بشر؟ فماذا لا يُحارب المنكر؟ لماذا لا يقوم عليه القائمون على الأخلاق؟ لماذا لا ينفر منه الأدباء؟ لماذا لا تحمل عليه جمعيات الهداية والشبان والإخوان والأنصار، وخطباء الجمعة؟ هل تريدون كلمة الحق: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}؟ إنّكم منذ خالفتم فطرة الله فقلتم المرأة مثل الرجل سواء بسواء، ونسيتم أنها لاتتم المساواة حتى تسنوا قانوناً يجبر الزوج أن يحبل سنة والمرأة سنة، ويرضع شهراً وترضع شهراً، ويحلق لحيته مرة وتركّب لها لحية مرة أخرى ... ومنذ عكستم حكمة الخالق فجعلتم المرأة قوامة على الرجل وجعلتم طاعتها تمدناً ورقيّاً وإن كانت تطيع الشيطان، ومذ علمتموها ما لا ينفعها من العلوم، وما لم تخلق له ولا يصلح لها فتحتم الطريق التي تذهب إلى جهنم مارة بستانلي باي! وطارت شرارة منها فأضرمت هذه النار ... [1] أعني غير الشرعي منه.
نام کتاب : في سبيل الإصلاح نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 191