نام کتاب : مع الناس نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 232
-3 -
ونحن الآن في قصر حاكم مصر، وقد زاره الشيخ الأمير (المتوفى قبل مئة وخمسين سنة) [1] وهو صاحب الحواشي المعروفة في النحو والشروح في فقه المالكية، وكان بينه وبين الشيخ القويسني الذي ولي مشيخة الأزهر بعد ذلك [2] خصومة معروفة، فسأله الحاكم عنها (وكان يحب أن يقف على حقيقتها ليوفق بينهما)، فقال الشيخ الأمير: "ليس بيننا إلا الخير، وما أظن الشيخ القويسني حدثك بشيء من هذا". ومدح القويسني وأثنى عليه، ثم خرج فمر على القويسني وخبّره بما دار بينه وبين الحاكم، فقال القويسني: "صدقت، ما قلت له شيئاً". فقال الأمير: هكذا يكون أهل العلم، يسوّون ما بينهم في خاصّتهم، أما مظهرهم فيجب أن يكون قدوة في التآلف والخير إمساكاً على عروة الإسلام وحفظاً لكرامة العلم.
-4 -
على أنهم لم يكونوا يبتغون الصداقة إلاّ من طريق الحق والصدق والتعاون على الخير، فإن جاءت من طريق الباطل تركوها وأعرضوا عنها، لأن العالم الذي يتزلف ويرائي ويحبّ [1] اسمه محمد بن محمد بن أحمد السنباوي، توفي سنة 1232 هـ (1817 م)؛ أزهري مالكي عالم بالعربية، واشتهر بلقب «الأمير» لأن جده كان أميراً بالصعيد، وأصله من المغرب (مجاهد). [2] وقد ولي مشيخة الأزهر سنة 1250 هـ (مجاهد).
نام کتاب : مع الناس نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 232