responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حديث النفس نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 145
الوَحدة
[«... إن كل عناء في الحياة مصدره أننا نحيا منعزلين، وكل ما نبذل من جهودنا لا نريد به إلاّ الفرار من هذه العزلة».
جي دوموباسان]
نشرت سنة 1937

ما آلمني شيء في الحياة ما آلمتني الوَحدة. كنت أشعر -كلما انفردت- بفراغ هائل في نفسي، وأحس بأنها غريبة عني ثقيلة عليّ لا أطيق الانفراد بها، فإذا انفردت بها أحسست أن بيني وبين الحياة صحارى قاحلة وبِيداً ما لها من آخر، بل كنت أرى العالم في كثير من الأحيان وحشاً فاغراً فاه لابتلاعي، فأحاول الفرار، ولكن أين المفرُّ من نفسي التي بين جنبيّ ودنياي التي أعيش فيها؟
إن نفسي عميقة واسعة، أو لعلي أراها عميقة واسعة لطول ما أحدق فيها وأتأمل جوانبها، فتخيفني بسعتها وعمقها ويرمضني أنه لا يملؤها شيء مهما كان كبيراً ... وهذا العالم ضيق، أو لعلي أراه ضيقاً لاشتغالي عنه بنفسي وشعوري بسعتها، فأراه يخنقني بضيقه.
إني أجمع العالم كله في فكرة واحدة أرميها في زاوية من

نام کتاب : من حديث النفس نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست