responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواعظ الصحابة لعمر المقبل نویسنده : عمر المقبل    جلد : 1  صفحه : 266
ثم قال - رضي الله عنه -: «وإنِّي لأسمع بالغيث قد أصاب البلد من بلاد المسلمين فأفرح، وما لي به من سائمةٍ»؛ أي: بهائم تسوم الأرض وترعاها، وهذه الجملة وقعت في نفس السياق الذي يحمل حبَّ الخير للمسلمين، وإن لم يصبه منه شيءٌ؛ لأنَّ ابن عباس رضي الله عنهما يتمثَّل عمليًّا قول نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -: (مثل المؤمنين في توادِّهم، وتراحمهم، وتعاطفهم: مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحُمَّى) [1].
قارن هذا التألُّق النفسيَّ والإيمانيَّ في خطاب ابن عباسٍ بمن لا يكترثُ ولا يفرح بما يتحقَّقُ لغيره من الناس ما دام أنَّه لا يناله من ذلك الخير شيءٌ! فضلًا عمَّن يحسد غيره والعياذ بالله.
ألا ما أحوجنا أن نستفيد من موعظة ابن عباسٍ هذه في واقعنا! فما أكثر ما يسمع أحدنا أو يقرأ من أساليب التهكُّم، أو السخرية، سواءً كفاحًا، أم برسالة جوالٍ، أم عبر وسائل التواصل الاجتماعيِّ!
وما أجمل الردَّ- إن احتاج إليه المقام - بمثل هذا الردِّ، الذي يفيض شفقةً ونصحًا!
إنَّ تمثُّل هذه المواقف، ينشر في الناس ألوانًا من السُّموِّ الخلقيِّ، قد لا يجدها بعضهم في حياته، وربَّما لم يسمع بها إلا في الكتب، وفي أمثال هذه المواقف.
والنفس- عادةً- فيها ميلٌ للانتصار لنفسها، وفيها ميلٌ للردِّ على السفهاء، ولكنَّ المؤمن يجاهد نفسه ما استطاع على تمثُّل هديِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وهدي أصحابه؛ في الإعراض عن الجاهلين، والصفح عنهم، والصبر

[1] مسلم ح (2586).
نام کتاب : مواعظ الصحابة لعمر المقبل نویسنده : عمر المقبل    جلد : 1  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست