الثاني: أن يتجنب المسلم المراء والخصام في مسائل العلم.
وهذا الشرط يجنب العاقل قسوة القلب، ويجعله يسير على نور من أمره، فالجدل والمراء مذمة؛ ولهذا حذر السلف منه.
قال ابن حزم:
"منفعةُ العلم في استعمال الفضائل عظيمة، وهو أنه يُعَلِّمُ حُسنَ الفضائل، فيأتيها -ولو في النُّدرة، ويُعَلمُ قُبحَ الرذائل، فيجتنبها- ولو في الندرة-، وَيسمعُ الثَّنَاءَ الحسنَ فيرغب في مِثله، والثناءَ الرَّديِّ، فينفر منه، فعلى هذه المقدمات يجبُ أن يكون للعلم حِصَّة في كل فضيلةِ، وللجهل حِصة من كل رذيلةِ، ولا يأتي الفضائلَ مَن لم يتعلَّم العلمَ؛ إلا صافي الطبع جداً، فاضل التَّركيب، وهذه منزلة خُصَّ بها النبِيون -عليهم السلام-؛ لأن الله تعالى علَّمهم الخير كلَّه دون أن يتعلمُوهُ من الناسِ" [2].
قال الشاعر:
العلم زينٌ فكن للعلمِ مكتسبا ... وكن له طالبًا ما عشت مقتبسا
اركن إليه وثق بالله واغن به ... وكن حليمًا رزينَ العقلِ محترسا
وكن فتًى سالكًا محضَ التقى ورعًا ... للدينِ مُغتنمًا في العلم منغمسا
فمن تخلقَ بالاَداب ظلَّ بها ... رئيس قومٍ إذا ما فارق الرؤسا [1] أخرجه مسلم في الذكر والدعاء (2722) عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه -.
(2) "الأخلاق والسير" (92 - 93) لابن حزم.
نام کتاب : موسوعة الأخلاق نویسنده : الخراز، خالد جلد : 1 صفحه : 106