responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق نویسنده : ياسر عبد الرحمن    جلد : 1  صفحه : 220
مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا} [النحل:69،68].
هل تأملت النحل وأحواله وأعماله؟ ألم تتأمل أقراص الشمع السداسية، وفي دقتها وإتقان صنعتها؟ .. إنها مأمورة بالأكل من كل الثمرات، بخلاف كثير من الحشرات التي تعيش على أنواع معينة من الأشجار أو الأعشاب .. وتتعجب معي حين تعلم أن النحلة لا تأكل، بل ولا تقف على شجرة التبغ "الدخان".
وللنحلة عيون كبيرة، توجد في حافتي الرأس عينان، وعينان أخريان في أعلى الرأس، تحتها عين ثالثة مما جعل لها سعة أفق في النظر، فهي ترى أقصى اليمين، وأقصى الشمال، وترى القريب والبعيد في وقت واحد، مع العلم بأن عيونها لا تتحرك، فمن الذي جعل عيونها كذلك؟ إنه من أحسن كل شيء صنعه والنحلة لها سمع دقيق جدًا يتأثر بأصوات وذبذبات لا تستطيع أن تنقلها أذن الإنسان .. فمن الذي زودها بهذا السمع العجيب؟
والنحلة تحمل ضعف وزنها، وبسرعة أربعمائة خفقة جناح في الثانية الواحدة ..
فسبحان من خلق فسوى، وقدر فهدى. وهناك من النحل من تعمل مرشدات عندما تجد مصدرًا للغذاء، تفرز عليه مادة ترشد إليه بقية أخواتها، وعندما ينتهي ما به من رحيق تفرز عليه رائحة كريهة حتى لا تضيع في البحث فيه مرة أخرى: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 14].
فمن الذي علمها وأرشدها؟ إنه الله رب العالمين.
إن النحلة (الشغالات) خارج الخلية تستطيع الرجوع إلى خليتها بالتعرف عليها من بين عشرات الخلايا بلا تعب أو عناء، حتى ولو ابتعدت عنها آلاف الأميال.
وهناك حراسا للخلية، فلا تدخل الخلية نحلة غريبة عنها إلا قتلوها.
وهناك نوع آخر أو نحل آخر يعمل بالنظافة، ولذلك فهي لا تلقي مخلفاتها إلا خارج الخلية فمن الذي علمها، ومن الذي ألهمها؟
يقول ابن الجوزي: عرض لي طريق الحج من العرب، فسرنا على طريق خيبر، فرأيت من الجبال الهائلة والطرق العجيبة ما أذهلني، وزادت عظمة الخالق عز وجل في

نام کتاب : موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق نویسنده : ياسر عبد الرحمن    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست