وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} [التوبة: 72].
وحقيقة الدين ولبه اليقين .. وهو تغيير العواطف من المخلوق إلى الخالق، ومن الدنيا إلى الآخرة.
ومن ذات الله تنزل الأوامر الشرعية، ومن ذات النفس تخرج أوامر الشهوات، وللحصول على السعادة لا بدَّ من تقديم أوامر الله على أوامر النفس.
وجميع الأوامر التي أمر الله بها لها مقابل من الحسنات قولاً وفعلاً واعتقاداً، وجميع النواهي التي نهى الله عنها لها مقابل من العقوبات في الدنيا والآخرة.
وللاستفادة من قدرة الله لا بد من امتثال أوامر الله على طريقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وإذا عمل الإنسان الأعمال الصالحة والقلب متوجه إلى غير الله كانت هذه الأعمال سبباً للحرمان ودخول النار: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)} [الكهف: 110].
فبكمال الإيمان والتقوى يستفيد المؤمن من خزائن الله، والتقوى هي طاعة الله في كل حال.
وحفظ التقوى يقوم على أصلين:
البيئة .. والمذكر .. فآدم في الجنة وقع في المعصية لعدم البيئة والمذكر كما قال سبحانه: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115)} [طه: 115].
فعلاج النسيان بالتذكير .. وعلاج ضعف العزيمة بتكوين البيئة الصالحة التي تنشط الإنسان للطاعة، وتزجره عن المعصية.
وقد خلق الله الإنسان وجعل مقصد حياته عبادة الله وحده لا شريك له، وأذن له بالاستفادة من هذا الكون كما قال سبحانه: {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)} [الأعراف: 31].
ولكن الإنسان خالف الأمر فجعل الضرورة مقصداً، وأسرف على نفسه، فنزلت به المصائب والعقوبات: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ