«قال الله عزَّ وجلَّ يَا عِبَادِي! لَوْ أنَّ أوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَألُونِي، فَأعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْألَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أدْخِلَ الْبَحْرَ» أخرجه مسلم [1].
هذا بالنسبة للذهب، فكيف بخزائن النعم الأخرى من المياه والثمار، والحبوب، والفواكه، وخزائن النجوم والكواكب والشهب.
وخزائن الرحمة والقوة والمغفرة .. وخزائن الحكمة والحلم والعلم .. وخزائن الأرواح والأنفس .. وخزائن النبات والحيوان .. وخزائن النعيم والفرح والسرور .. وخزائن العذاب والغضب والبطش .. وخزائن الأمن والخوف .. وخزائن العالم العلوي والعالم السفلي.
فسبحان من هذه خزائنه .. ومن هذا ملكه .. ومن هذا قدرته .. ومن هذه عظمته.
يا حسرة على العباد ماذا فاتهم من الأوقات؟.
وكم حرموا أنفسهم من الخيرات والبركات؟.
ماذا زرعوا وماذا حصدوا؟ .. وماذا قدموا؟ .. وماذا أخروا؟.
إن علينا أن نحاسب أنفسنا كم مشينا في مراد الله؟، وكم مشينا في مراد النفس؟.
وقيمة الإنسان بصفاته لا بذاته، ففي المخلوقات من هو أكبر منه، وأقوى منه.
وأصل العبادة المحبة، وبرهانها ذكر المحبوب، وتنفيذ أوامره في كل وقت، فمتى يذكر العبد ربه؟، ومتى يستحي من معصيته؟.
وإذا عرفنا قيمة العمل وثمراته زاد تقديرنا للعمل، والإكثار منه، والتلذذ بأدائه، والمسارعة إليه، والمنافسة فيه، وأحسن الأعمال طاعة الله ورسوله في كل حال.
وأرزاق الدنيا والآخرة بيد الله، لكن أرزاق الدنيا تكفل الله بها، كما قال الله سبحانه: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا [1] أخرجه مسلم برقم (2577).