الرب
ومن أسمائه الحسنى عزَّ وجلَّ: الرب.
قال الله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} [الأنعام: 164].
وقال الله تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)} [الأعراف: 54].
الله تبارك وتعالى هو الرب، المالك الذي له الخلق والأمر، السيد الذي لا شبيه له ولا مثيل في سؤدده، رب الأرباب، ومالك الملك، وخالق الخلق، الذي يدبر الأمر في السماء والأرض.
وهو سبحانه الرب الذي يربي الخلائق بأصناف النعم، المصلح أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمه، المنعم الذي تفضل على عباده وخلقه بوافرالنعم، المربي لأنبيائه وأوليائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102)} [الأنعام: 102].
وهو جل جلاله الرب المربي لخلقه، المدبر لهم، القائم بأمورهم، المصلح لأحوالهم، الجابر لهم، قيوم الدنيا والآخرة، كل شيء خلقه، وكل مخلوق عبده وهو ربه، لا يصلح إلا بتدبيره، ولا يقوم إلا بأمره، ولا يبقى إلا بإذنه.
وهو سبحانه الذي خلق العباد، وهو الذي يرعاهم ويربيهم في أطوارهم المختلفة، فهو الذي خلق النطفة، ثم يجعلها علقة، ثم يجعلها مضغة، ثم يجعل المضغة عظاماً، ثم يكسو العظام لحماً، ثم يخلق الروح في البدن، ويجعله خلقاً آخر، وهو صغير ضعيف، فلا يزال سبحانه ينميه حتى يجعله آدمياً سوياً، ذكراً أو أنثى.
وهكذا كل شيء خلقه الله، فهو القائم عليه، والمبلغ إياه الحد الذي قدره له: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)} [المؤمنون: 14].
والله سبحانه هو الرب الكريم، الذي يربي خلقه بالنعم المادية كما قال سبحانه: