responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا نویسنده : الخزندار، محمود محمد    جلد : 1  صفحه : 516
هل يُجاهد مع الإمام الغادر؟) [1].
وإذا كانت الخيانة من الوضيع مذمومة، فإنها من الوجيه أكثر قبحًا، وتصل الدناءة بالمرء حين تفسد فطرته إلى حال أهل النار؛ الذين عدَّ منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والخائن الذي لا يخفى عليه طمع وإن دقَّ إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك» [2]، وكم تنفطِرُ قلوبنا حين نرى هذه الأوصاف في بعض المسلمين، فيُهرَعون لكل طمع يلوح، ويخونون في سبيله كل وعد مقدس، وكل عِرْض مَصُون.
لا يكفي عديم الأمانة ما يلقاه في الدنيا من مهانة وصغار، وإنما يجدها متمثلة له يوم القيامة عند الصراط؛ لتهوي به من فوق الصراط؛ إلى قعر جهنم؛ لقاء ما ضيّع منها، وفرّط فيها كما في الحديث: «وتُرسل الأمانة والرحم، فتقومان جنبَتَي الصراط يمينًا وشمالًا» [3]، وهنيئًا لن قام بحق الأمانة فجرى على الصراط غير هيَّاب ولا وَجِل، والحسرة والندامة - حيث لا تنفع حسرة ولا ندامة - على مَن تساهل فخان، وسقط فغدر؛ لشهوة عارضة، أو لحقد أعمى.
ومن الصور العملية للأمانة: أن تنصح مَن استشارك، وأن تصدق من وثق برأيك، فقد جاء في الحديث: «المستشار مؤتمن» [4]، «ومَن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه» [5]، وماذا يكون

[1] الجامع لأحكام القرآن 8/ 33 عند تفسير الآية 58 من سورة الأنفال.
[2] مسند أحمد 4/ 162. ورواه مسلم أيضًا.
[3] صحيح مسلم - كتاب الإيمان - الحديث 329.
[4] صحيح الجامع - الحديث 6700 (صحيح).
[5] صحيح الجامع - الحديث 6068 (حسن).
نام کتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا نویسنده : الخزندار، محمود محمد    جلد : 1  صفحه : 516
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست