responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا نویسنده : الخزندار، محمود محمد    جلد : 1  صفحه : 470
إن صاحب السماحة لا تطيب نفسه بأن يحصل حقًّا لم تطب به نفس الطرف الآخر، فيؤثر التنازل أو السماحة وإن كان الحق له، وهذا ما كان من عثمان - رضي الله عنه - حين اشترى من رجل أرضًا، فتأخَّر صاحب الأرض في القدوم عليه لقبض الثمن، وتبيَّن له أن سبب تأخره أنه بعد أن تم العقد شعر البائع أنه مغبون، وكان الناس يلومونه كيف تبيعها بهذا الثمن؟ قال عثمان: (فاختر بين أرضك ومالك)، ثم ذكر له الحديث: «أدخل الله عز وجل الجنة رجلًا، كان سهلًا مشتريًا وبائعًا، وقاضيًا ومقتضيًا» [1].
إن إنظار المعسر، أو التجاوز عن القرض أو عن جزء منه، صورة عظيمة من صور الكرم وسماحة النفس. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كان تاجر يُداين الناس، فإذا رأى معسرًا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه؛ لعل الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه» [2]، بل إن توفيق الدنيا والآخرة مرهون بتيسيرك على أخيك المعسر: «مَن يسَّر على مُعسِر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة» [3].
وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر برد القرض بخير منه وبالزيادة فيه، ويقول: «أعطِه، فإن خيار الناس أحسنهم قضاء» [4]، وما ترك صاحب القرض يمضي إلا وهو راضٍ، كما شهد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شريكه

[1] مسند أحمد 1/ 58 وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (1789/ 2202) وصحيح النسائي (4379).
[2] صحيح البخاري - كتاب البيوع - باب 18 - الحديث 2078 (الفتح 4/ 308).
[3] صحيح مسلم - كتاب الذكر - باب 11 - الحديث 2699 رواه ابن ماجه برقم 2417 - واللفظ له -.
[4] صحيح سنن ابن ماجه 2/ 29 - الحديث 1851/ 2285 (صحيح).
نام کتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا نویسنده : الخزندار، محمود محمد    جلد : 1  صفحه : 470
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست