نام کتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا نویسنده : الخزندار، محمود محمد جلد : 1 صفحه : 412
الخير) [1]، ولم يكن اهتمام جيل الأسوة بصور الأعمال وأعدادها؛ ولكنهم كانوا يبحثون عن الثمرة والأثر، فقد صحَّ عن عبد الله بن مسعود قوله: (ولَيقرأنَّ القرآنَ أقوامٌ لا يجاوز تراقيَهم، ولكنه إذا قرأه فرسخ في القلب نفع) [2].
وقد وضح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ذهاب العلم بفقد أثره، وبعدم الانتفاع به، لا بذهاب رسمه، وفي ذلك يقول زياد بن لَبيد: «يا رسول الله! وكيف يذهب العلم، ونحن نقرأ القرآن، ونُقرئه أبناءنا، ويُقرئه أبناؤنا أبناءهم، إلى يوم القيامة» قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثكِلتْك أمك يا ابن أم لَبيد! إن كنت لأراك من أفقه رجلٍ بالمدينة. أَوَليس هذه اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإِنجيل، لا ينتفعون مما فيهما بشيء» [3]. فبالحرص على الانتفاع بالعلم حياة للقلوب وللعلم، وبهذا تصبح الأمة تعيش المبادئ التي تعتز بها وتدعو إِليها.
ولا يفوتنك أن تنتفع بصحبة الصالحين، فقد ورد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما نفعني مالٌ قط إِلا مال أبي بكر، فبكى أبو بكر وقال: وهل نعني الله إلا بك؟ ثلاثًا» [4]، فمصاحبة الصالحين تورث الأسوة الحسنة، وتجعل الوقت والمواقف مشحونة بصور الانتفاع لما ينجي في الآخرة. [1] صحيح البخاري - كتاب الوكالة - باب 10 - الحديث 2311 (الفتح 4/ 487). [2] صحيح مسلم - كتاب صلاة المسافرين - باب 49 - الحديث 822 (النووي 3/ 352). ورواه أحمد 1/ 380، واللفظ له. [3] مسند أحمد 4/ 160، وفي الفتح الرباني 1/ 182 برقم 79، حيث ذكر في تخريجه: (رواه الحاكم وقال صحيح - قلتُ -: وأقره الذهبي، وله شاهد أيضًا عند ابن حبان .. بإِسناد جيد). [4] مسند أحمد 2/ 366، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 5808.
نام کتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا نویسنده : الخزندار، محمود محمد جلد : 1 صفحه : 412