نام کتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا نویسنده : الخزندار، محمود محمد جلد : 1 صفحه : 162
ويُعرِّف النووي المحبة بأنها: (الميل إلى ما يوافق المحب) [1].
ويزيد ابن حجر: (والمراد بالميل هنا الاختياري دون الطبيعي والقسري .. والمحبة إرادة ما يعتقده خيرًا) [2].
ومن القديم كان الناس يحرِصون على أخوة صادق في المحبة؛ ليُؤثِروه على أنفسهم، ومما أدرجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العبارات المتداولة في عصره: «اللهم أبغني حبيبًا هو أحب إلي من نفسي» [3].
وكان الحرص على المحبة والتآخي، يدفع رجلًا مثل أبي هريرة - رضي الله عنه -؛ لطلب الدعاء من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لنفسه ولأمة، بالمحبة المتبادلة مع المؤمنين، فدعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم حبِّب عُبَيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبِّب إليهم المؤمنين ..» [4].
والأصل في الحب أو البغض أن يكون لكل ما يحبه الله، أو يبغضه، فالله عز وجل يحب التوَّابين والمتطهِّرين، والمحسنين والمتقين، والصابرين والمتوكلين، والمقسطين، والمقاتلين في سبيله صفًّا، ولا يحب الظالمين والمعتدين، والمسرفين والمفسدين، والخائنين والمستكبرين.
كما أن الأصل في الحب أن يكون عامًّا لجميع المؤمنين، ويتفاوت تبعًا لصلاحهم، فلا نستطيع أن نناصب العداء لمن وقع في معاصٍ تاب منها، أو حُدّ فيها، ومازال رغم معاصيه في دائرة الإسلام، فقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن لعن صحابي أقيم عليه حدّ الخمر - مرارًا - فقال: [1] فتح الباري 1/ 58. [2] فتح الباري 1/ 58. [3] صحيح مسلم - كتاب الجهاد والسير - باب 45 الحديث 132. [4] صحيح مسلم - كتاب فضائل الصحابة - باب 35 - الحديث 158.
نام کتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا نویسنده : الخزندار، محمود محمد جلد : 1 صفحه : 162