نام کتاب : العودة إلى القرآن لماذا وكيف نویسنده : مجدي الهلالي جلد : 1 صفحه : 27
ويوضح لنا القرآن كذلك أن للسنن والقوانين وقتا محددا للعمل، فالله عز وجل لا يعجل بعجلة أحد، قال تعالى: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى} [طه: 129].
ومن أشكال الهداية القرآنية في هذا الجانب: تعريف الناس بكيفية استبدال القوانين، وإيقاف عملها. قال تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [يونس: 98].
فقوم يونس عندما سارعوا بالتضرع إلى الله، والتوبة إليه، أوقف سبحانه وتعالى العذاب الذي كان قد حاق بهم.
الجانب السابع
التعرف على الكون المحيط
نحن في هذا الكون لا نعيش بمفردنا بل هناك عوالم أخرى كثيرة تشترك معنا في الوجود .. منها ما هو مشهود لنا، ومنها ما هو غائب عنا، والقرآن الكريم يعرفنا على هذه المخلوقات وعلى طبيعة العلاقة التي تربطها بنا، وكيف نتعامل معها.
فتخبرنا الآيات مثلا بوجود الملائكة، وأن منها الحفظة، ومنها من يقومون بتسجيل أعمال العباد، ومنها الملائكة السيارة، وحملة العرش .. قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ} [الانفطار: 10، 11].
ومما لا نراه أيضا: عالم الجن، ويخبرنا القرآن بأنهم مكلفون مثلنا تماما، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].
كون مُسخَّر:
هذا بالنسبة لعالم الغيب، أما عالم الشهادة فنحن نرى الكثير من المخلوقات في عالمنا، فما سبب وجودها، وما وظيفتها؟
يُخبرنا القرآن الكريم بأن الله قد خلق جميع ما على الأرض من مخلوقات من أجلنا .. يقول تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} [البقرة: 29].
وجعلها مُسخَّرة لنا، لا تمتنع عنَّا، ولا ترفض استخدامنا لها .. فالماء مسخر للإرواء والإطفاء، وكمادة حياة، والنار للتدفئة والإضاءة والإحراق، والنبات لإخراج الثمار، ولإشاعة روح البهجة في نفوسنا،، ولنستظل به، والمعادن تستجيب لتعاملنا معها ... الأنعام مسخرة لركوبها، وأكل لحمها، وشرب لبنها ... وكل ما في جسم الإنسان من عضلات، وأجهزة وغدد وعمليات حيوية مسخرة له كذلك.
الليل والنهار والشمس والقمر، وكل ما في الأرض يعمل من أجلنا .. كل ذلك لتتفرغ لأداء المهمة التي خلقنا من أجلها، يقول تعالى: {اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الجاثية: 12، 13].
نام کتاب : العودة إلى القرآن لماذا وكيف نویسنده : مجدي الهلالي جلد : 1 صفحه : 27