responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب نویسنده : محمد نصر الدين محمد عويضة    جلد : 1  صفحه : 647
كان الحسن البصري صاحب مواعظ وتذكير، ولكلامه أثر في النفوس حيث يستميل القلوب بتحسين الأسلوب والتخويف من علاَّم الغيوب، والتحذير من عاقبة الإثم والحوب مما يجعل الإنسان من الخوف منحوب ويُقْلِعُ عن الذنوب، مواعظٌ تُفري الأكباد وتُذيب الأجساد وتبعث على إعداد الزاد ليوم المعاد، مواعظٌ تُبْكِي الصخور وترهب الصدور، فيلتزم المأمور ويجتنب المحظور ويصبر على المقدور ويتفكر في قبره المحفور وما فيه من الدواهي والأمور تحت الجنادل والصخور فيتضرع إلى ربه أن يرحم غربته في القبور، مواعظٌ تُقَوِّمُ المائلين وتنبه الغافلين وتُذَكِّرُ السالكين وتستدر دموع السامعين، وكان رحمه الله تعالى فصيح اللسان عنده حسنُ منطق وعذوبة ألفاظ، كأنما سُخِّرَ له الكلام، كأنما لين له الكلام كما لين لداوود الحديد، وكان رحمه الله تعالى لديه فصاحة غريزية لا يتكلفها، بمثل كلامه تُستمال القلوب النافرة وتُرَدُ الأهواء الشاردة، كلامه يجذب النفوس إليه انجذاب الحديد للمغناطيس، كلاماً يبعث الهمم للتعرضِ إلى النفحات ويُثيرُ العزائم إلى اغتنام الفرص قبل الممات، كلاماً يٌقربُ الأقصى بلفظٍ مُوجَزِ ويبسط البذل بوعدٍ منجز.
[*] قال الأعمش: ما زال الحسن يعي الحكمة حتى نطق بها.
[*] وكان أبو جعفر الباقر إذا ذكره يقول: ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء.
وهاك بعض مواعظه:
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أبي حميد الشامي، قال: كتب الحسن على عمر بن عبد العزيز:

نام کتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب نویسنده : محمد نصر الدين محمد عويضة    جلد : 1  صفحه : 647
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست