نام کتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب نویسنده : محمد نصر الدين محمد عويضة جلد : 1 صفحه : 349
[2] - كونه أكثر تأهيلاً، فيكون أوعى له، إذ من وهبه الله عقلا راجحاً فقد يسر له سبيل الخير.
3 - كونه ثقة، فليس هو موضعاً للتهمة، فيكون عمله مقبولاً، وتركن إليه النفس، ويطمئن إليه القلب.
4 - كونه كاتباً للوحي، فهو بذلك ذو خبرة سابقة في هذا الأمر، وممارسة عملية له فليس غريباً عن هذا العمل، ولا دخيلاً عليه [1].
هذه الصفات الجليلة جعلت الصديق يُرشِّح زيداً لجمع القرآن، فكان به جديراً، وبالقيام به خبيراً.
5 - ويضاف لذلك أنه أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن على عهد النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كما في الحديث الآتي:
(حديث قتادة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه: من جمع القرآن على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ ابن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد.
وأما الطريقة التي اتبعها زيد في جمع القرآن فكان لا يثبت شيئاً من القرآن، إلا إذا كان مكتوباً بين يدي النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ومحفوظاً من الصحابة، فكان لا يكتفي بالحفظ دون الكتابة، خشية أن يكون في الحفظ خطأ أو وهم، وأيضاً لم يقبل من أحد شيئاً جاء به إلا إذا أتى معه شاهدان يشهدان أن ذلك المكتوب كتب بين يدي رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأنه من الوجوه التي نزل بها القرآن [2]، وعلى هذا المنهج استمر زيد - رضي الله عنه - في جمع القرآن حذراً متثبتاً مبالغاً في الدقة والتحري.
-:ومن أجل استخلاف الصديق لعمر بن الخطاب:
في شهر جمادي الآخرة من العام الثالث عشر للهجرة النبوية مرض الخليفة أبو بكر - رضي الله عنه -، واشتد به المرض [3] فلما ثقل واستبان له من نفسه -جمع الناس إليه فقال: إنه قد نزل بي ما قد ترون ولا أظنني إلا ميت لما بي وقد أطلق الله أيمانكم من بيعتي، وحل عنكم عقدتي، ورد عليكم أمركم فأمَّروا عليكم من أحببتم فإنكم إن أمرتم في حياة منِّي كان أجدر أن لا تختلفوا بعدي [4].
وقد قام أبو بكر - رضي الله عنه - بعدة إجراءات لتتم عملية اختيار الخليفة القادم:
1 - استشارة أبي بكر كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار: [1] التفوق والنجابة على نهج الصحابة، حمد العجمي، ص73. [2] التفوق والنجابة على نهج الصحابة، ص74. [3] البداية والنهاية (7/ 18)؛ تاريخ الطبري (4/ 238). [4] التاريخ الاسلامي (9/ 258).
نام کتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب نویسنده : محمد نصر الدين محمد عويضة جلد : 1 صفحه : 349