responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب نویسنده : محمد نصر الدين محمد عويضة    جلد : 1  صفحه : 347
كان من ضمن شهداء المسلمين في حرب اليمامة كثير من حفظة القرآن، وقد نتج عن ذلك أن قام أبو بكر - رضي الله عنه - بمشورة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بجمع القرآن حيث جمع من الرقاع والعظام والسعف ومن صدور الرجال [1]، وأسند الصديق هذا العمل العظيم المشروع الحضاري الضخم إلى الصحابي الجليل زيد بن ثابت الأنصاري - رضي الله عنه -، يروي زيد بن ثابت - رضي الله عنه - فيقول: بعث إليّ أبو بكر - رضي الله عنه - لمقتل أهل اليمامة [2]، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر - رضي الله عنه -: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر [3] يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل استحر [4] يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن [5]، كلها فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن قلت لعمر: كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [6]؟!! فقال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: وإنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك [7]، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فتتبع القرآن فاجمعه [8] قال زيد: فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل عليّ مما كلفني به من جمع القرآن، فتتبعت القرآن من العسب [9]، واللخاف [10]، وصدور الرجال، والرقاع [11]، والأكتاف [12]. قال: حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره.

[1] حروب الردة وبناء الدولة الاسلامية، احمد سعيد، ص145.
[2] يعني واقعة يوم اليمامة ضد مسيلمة الكذاب وأعوانه.
[3] استحر: كثر واشتد.
[4] استحر: كثر واشتد.
[5] أي في الأماكن التي يقع فيها القتال مع الكفار.
[6] يحتمل أن يكون - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إنما لم يجمع القرآن في المصحف، لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، فلما انقضى نزوله بوفاته - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ألهم الله الخلفاء الراشدين بذلك. (سيرة وحياة الصديق، ص120).
[7] هذه الصفات جعلت زيداً يتقدم على غيره في هذا العمل.
[8] أي: من الاشياء التي عندي وعند غيرك.
[9] العسب: هو جريد النخل.
[10] اللخاف: جمع لخفة: وهي صفائح الحجارة.
[11] الرقاع: جمع رقعة وهي قطع الجلود.
[12] الأكتاف: جمع كتف، وهو العظم الذي للبعير او الشاة.
نام کتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب نویسنده : محمد نصر الدين محمد عويضة    جلد : 1  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست