responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سياست نامه = سير الملوك نویسنده : نظام الملك    جلد : 1  صفحه : 251
مزدك أصوات الأبواق والطبول فَأَخَذته الفرحة وَقَالَ لقد دخل أنوشروان فِي مَذْهَبنَا
وَفِي الْيَوْم التَّالِي ذهب مزدك إِلَى قاعة الْعَرْش فَجَلَسَ قباذ على السرير وَنقل إِلَيْهِ كل مَا قَالَ أنوشروان فسر مزدك جدا وَلما تركا القاعة جلسا وحيدين وبعثا من يَسْتَدْعِي أنوشروان وَحضر أنوشروان وَمَعَهُ تحف وَأَشْيَاء ذهبية هَدِيَّة إِلَى مزدك فوضعها أَمَامه ونثر الذَّهَب والدر بَين يَدَيْهِ واخذ يعْتَذر إِلَيْهِ عَمَّا مضى ثمَّ تداولوا فِي كل شَيْء وَفِي ختام حَدِيثهمْ قَالَ أنوشروان لآبيه انت مولى الْعَالم ومزدك رَسُول رب الْعَالمين فَمن الْأَفْضَل إِذن أَن تولياني قيادة هَؤُلَاءِ الْقَوْم لأجهد فِي جعل كل من لَيْسَ فِي مَذْهَبنَا وطاعتنا فِي الْعَالم يقبل عَلَيْهِ رَغْبَة وطواعية فَقَالَا لَهُ لَك مَا تُرِيدُ قَالَ أنوشروان إِن هَذَا الْأَمر فِي حَاجَة إِلَى أَن يُرْسل مزدك رسلًا إِلَى أَتْبَاعه فِي المدن والقرى والأطراف يخبرونهم بِأَن عَلَيْهِم ان يعدوا انفسهم من الان ولمدة ثَلَاثَة أشهر للمجيء إِلَى قَصرنَا جَمِيعًا من الأداني والأقاصي فِي أُسْبُوع كَذَا وَيَوْم كَذَا أما نَحن فعلينا أَن نبدأ مُنْذُ السَّاعَة وَإِلَى ذَلِك الْيَوْم بإعداد الْوَسَائِل اللَّازِمَة لَهُم من سلَاح وركائب بِحَيْثُ لَا يدْرِي أحد بِمَا نَحن فِيهِ الْبَتَّةَ وَحين يأزف ذَلِك الْيَوْم نبسط لَهُم خوانًا يَتَّسِع لَهُم جَمِيعًا بل يزِيد وَبعد أَن يتناولوا الطَّعَام يتحولون من قصر إِلَى اخر حييث مجْلِس الشَّرَاب فيشرب كل وَاحِد سَبْعَة أقداح وبعدئذ يلبسُونَ الْخلْع كل بِمَا يُنَاسِبه خمسين خمسين واربعين أَرْبَعِينَ وَثَلَاثِينَ ثَلَاثِينَ وَعشْرين عشْرين إِلَى ان يلبسوا جَمِيعًا وَمَعَ حُلُول اللَّيْل نفتح بَيت السِّلَاح على مصراعيه ونعطي من لَا أسلحة مَعَهم مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ من السِّلَاح والدروع والزرود ثمَّ نخرج فِي اللَّيْلَة نَفسهَا فنؤمن كل من يدْخل فِي مَذْهَبنَا ونقتل كل من يَأْبَى ذَلِك فَقَالَ قباذ ومزدك هَل على هَذَا من مزِيد وعَلى هَذَا انصرفوا
وَكتب مزدك رسائل إِلَى شَتَّى الأرجاء يخبر فِيهَا القَاضِي والداني أَن عَلَيْكُم أَن تحضروا إِلَى العاصمة فِي شهر كَذَا وَيَوْم كَذَا بكامل أسلحتكم ووسائلكم وبقلوب قَوِيَّة فَإِن الْأُمُور فِي صالحنا وَالْملك إمامنا وقائدنا
وَفِي الْيَوْم الْمَوْعُود حضر الإثنا عشر ألف رجل إِلَى العاصمة وصاروا إِلَى قصر الْملك حَيْثُ رَأَوْا خوانًا مَبْسُوطا لم ير أحد مثله قطّ وَجَاء قباذ فَجَلَسَ على السرير

نام کتاب : سياست نامه = سير الملوك نویسنده : نظام الملك    جلد : 1  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست