responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سياست نامه = سير الملوك نویسنده : نظام الملك    جلد : 1  صفحه : 182
الْفَصْل الْأَرْبَعُونَ
فِي ترفق الْملك بِخلق الله عز وَجل ورد كل مَا يحيد من الْأُمُور وَالْقَوَاعِد عَن نصابه إِلَيْهِ
إِن المملكة أَيَّة مملكة معرضة للابتلاء فِي اي وَقت بنازلة سَمَاوِيَّة وطالع سوء ونحس كَأَن يتَحَوَّل الحكم فِيهَا من اسرة الى اخرى اَوْ تضطرب امورها فتشتعل نَار الْفِتَن والاضطرابات وتسل السيوف فيكثر الْقَتْل والحرق والغارة وَالظُّلم وَفِي اوقات الْفِتَن وَالِاضْطِرَاب هَذِه يُعَاقب الشرفاء وينحون ويتولى الارذال مقاليد الْأُمُور فَيعْمل الْقوي مِنْهُم مَا يحلو لَهُ وتسوء حَال المصلحين ويضعف امرهم وتقوى شوكتة المفسدين ويصل الأدنون الى الامارة ويسود المنحطون والسفلة وينحى الاصلاء والفضلاء ويحرمون وَلَا يتورع الاذلاء من ان يطلقوا على انفسهم القاب الْملك والوزير فيتقلب الاتراك بالخواجات وَهَؤُلَاء بِالتّرْكِ ويتخذ التّرْك وَالْفرس مَعًا ألقاب الْعلمَاء وَالْأَئِمَّة وتتصدى نسَاء البلاط للْحكم والسلطة وتضعف أُمُور الشَّرْع وَيُصْبِح النَّاس فوضى ويتطاول الْجند ويمحى التمايز بَين النَّاس فَلَا يبْقى للأمور من يتداركها فَلَيْسَ بَعيدا أَن يتَّخذ التركي عشرَة موَالٍ وَلَيْسَ عَيْبا أَن يكون للفارسي عشرَة موَالٍ من التّرْك والأمراء بذا تخرج أُمُور المملكة عَن أنظمتها وقواعدها وتنهار أما الْملك فَلَا تتاح لَهُ لقلقه وتحيره وانشغاله بالحروب فرْصَة التفرغ لتِلْك الْأُمُور أَو التفكير فِيهَا
وَمَعَ أول طالع سعد سماوي وأفول أَيَّام النحس والتعاسة وإقبال زمن الْأَمْن والرخاء يظْهر الله تَعَالَى فِي النَّاس ملكا عادلا عَاقِلا مَا أحفاد الْمُلُوك ويهبه ملكا يُمكنهُ من قهر الْخُصُوم وإذلالهم جَمِيعًا ويمنحه علما وعقلا للتمييز بَين الْأُمُور والاستفسار والتحري عَمَّا كَانَت عَلَيْهِ تقاليد الْمُلُوك السالفين وقواعدهم فِي شَتَّى الْأُمُور والموضوعات ولاستنطاق الْكتب والأسفار ومطالعتها وَلنْ يمر طَوِيل وَقت حَتَّى يُعِيد نظام الْملك وقواعدة إِلَى مَا كَانَت عَلَيْهِ وَيظْهر للنَّاس أقدارهم فَينزل ذَوي الجدارة مَنَازِلهمْ الْحَقِيقَة بهم

نام کتاب : سياست نامه = سير الملوك نویسنده : نظام الملك    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست