responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سياست نامه = سير الملوك نویسنده : نظام الملك    جلد : 1  صفحه : 176
اللَّيْل كُله لكنني رَأَيْت الْيَوْم وَأَنا أفتح بَاب الْحُجْرَة زق خمر وصنما نحاسيا ان الرجل يقْضِي ليله فِي الشَّرَاب وَعبادَة الصَّنَم وَكَانَ عبد الرَّحْمَن الَّذِي أحضر الزق والصنم مَعَه يدْرك أَنه حينما يطلع السُّلْطَان على هَذَا الْأَمر سيأمر بقتل الشَّيْخ حَالا
وَأرْسل السُّلْطَان غُلَاما وشخصا فِي طلب الشَّيْخ كَمَا أرسل إِلَيّ من يَقُول ابْعَثْ شخصا فِي طلب ذَلِك الشَّيْخ دون أَن أَدْرِي عِلّة استدعائه ثمَّ جَاءَ فِي الْوَقْت نَفسه شخص اخر وَقَالَ لَا ترسل أحدا وَلَا تستدع الشَّيْخ
وَفِي الْيَوْم التَّالِي سَأَلت السُّلْطَان مَاذَا كَانَ سَبَب استدعاء الشَّيْخ الْعَالم أمس والعزوف عَنهُ بعد ذَلِك أجَاب جسارة عبد الرَّحْمَن الْخَال وصفاقته وقص عَليّ الْحِكَايَة ثمَّ قَالَ قلت لعبد الرَّحْمَن الْخَال على الرغم مِمَّا قلت وَمن إحضارك الزق والصنم فَلَنْ امْر بِشَيْء ضد الشَّيْخ الْعَالم قبل أَن أتثبت من حَقِيقَة أمره عَلَيْك بيَدي وَأقسم بحياتي ورأسي أصدق مَا تَقول أم كذب فَقَالَ عبد الرَّحْمَن كذب قلت يَا نذل فَلم افتريت على الشَّيْخ الْعَالم الْكَذِب إِذن وَأَرَدْت هدر دَمه قَالَ لِأَن لَهُ بَيْتا جميلا هُوَ الَّذِي أنزل فِيهِ الان وَقد ظَنَنْت أَنَّك ستهبني إِيَّاه بعد أَن تقتله
قَالَ عُلَمَاء الدّين العجلة من الشَّيْطَان والتأني من الرَّحْمَن من الْمُمكن الْقيام بِعَمَل لم يقم بِهِ بعد وَلَكِن لَيْسَ بالإمكان فعل أَي شَيْء فِيمَا تمّ إنجازه
يَقُول بزرجمهر العجلة من التهور والطيش والعجول الَّذِي لَا يعرف التأني يظل حَزينًا ندمان دَائِما والمتهورون مبتذلون فِي أعين النَّاس
لقد رَأَيْت كثيرا من الْمسَائِل والأمور على وَشك أَن تنجز بِنَحْوِ حسن غير أَن التسرع أفسدها واحبطها العجول فِي صراع دَائِم مَعَ نَفسه يقْضِي عمره فِي التَّوْبَة والاعتذار وتلقي اللوم وَالْغُرْم يَقُول أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ التأني مَحْمُود فِي كل شَيْء إِلَّا فِي فعل الْخَيْر

نام کتاب : سياست نامه = سير الملوك نویسنده : نظام الملك    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست